الكتاب : سمرقند
المؤلف : أمين معلوف
التصنيف : رواية تاريخية
ولد أمين معلوف في 25 من فبراير 1949 في بيروت , وهو كاتب لبناني يكتب بالفرنسية , و ترجمت اعماله للعديد من اللغات ,
تسلم جائزة Goncourt في عام 1993 عن روايته ” صخرة طانيوس ” , درس علم الإجتماع في الجامعة الفرنسية ببيروت ,
عمل مديراً لصحيفة النهار اللبنانية حتى بداية الحرب الأهلية في 1975 , بعدها أنتقل كلاجئ إلى باريس و لازال يعيش فيها حتى اليوم ,
اصطبغت روايات معلوف بحكايات تماثل التجارب التي خاضها من الحرب الأهلية والهجرة .
يقول معلوف عن كونه لبنانياً ” حين يكون المرء لبنانياً , فإن الدين الأول الذي يتعلمه , هو دين التعايش ”
من أشهر رواياته ” ليون الأفريقي – صخرة طانيوس – سمرقند – القرن الأول بعد بياتريس – حدائق النور ”
والميزة العامة لأعمال معلوف هي محاولته إيجاد جسور تربط بين الشرق والغرب .
سمرقند رواية تاريخية , تدور أحداثها بين زمنين القرن الحادي عشر الميلادي زمن الدولة السلجوقية في بلاد فارس و بداية القرن العشرين . نسج الكاتب قصة خيالية بطلها الرئيسي ” مخطوط وحيد لرباعيات الخيام ” , وقد بنى قصته الخيالية مستعيناً بأحداث و شخصيات تاريخية حقيقية حدثت في الزمنين المتباعدين . وقد نسجت الرواية خيوطاً مترابطة لتجمع بين شاعر الرباعيات ” عمر الخيام ” و بين الوزير السلجوقي ” نظام الملك ” وبين زعيم الجبل زعيم الحشاشين ” حسن الصباح ” في حبكة متقنة تضيع فيها الحدود بين الحقيقة و الخيال , وتحكي الرواية أحداثا تاريخية مهمة في الحياة الفكرية والمذهبية الإسلامية , في الفترة التي بدأت الأفكار الصوفية تظهر و بات الإسماعيليون يتخذونها غطاءً للتقية حول حقيقة معتقداتهم التي كان يعرضهم إظهارها للإضطهاد في ظل الدولة السلجوقية السنية , حتى إحتلالهم لقلعة “آلموت ” التي تعتبر تاريخا مفصلياً للحركة الإسماعيلية , وصار يؤرخ من بعدها للحركة بما قبل ” آلموت ” وما بعدها .
أحببت الرواية جداً , و قد دفعتني لأقرأ أشياء أخرى كثيرة و أربط أشياء أكثر كنت أعرف عنها معلومات قليلة فقط و حفزتني الأحداث المثيرة في الرواية للبحث عنها وتقصي حقيقتها ..,, أحببت شخصية ” عمر الخيام ” في الرواية كثيراً , و منهجه الفكري الذي لم يقبل المساومة على رُقِيه !
أحداث الرواية مع أنها تحكي قصة قد مضت قرون على أحداثها لكنها بشكل آخر تحكي واقعنا نفسه , بتحيزاته الفكرية و بشخصياته التي تدعي امتلاك الحقيقة السماوية وحدها و تستبيح كل شيء في سبيل إخضاع المارقين لحقيقتها التي لا تقبل الجدل .
أشياء كثيرة منكم ومما حولكم .. ستجدونها بين سطور ” سمرقند ” .
هنا معلومات متفرقة عن الأحداث والشخصيات التاريخية التي جمعتها سمرقند بين دفتيها :
عمر الخيام
عمر الخيام (1040-1131م)عالم وشاعر إيراني مسلم، ولد في نيسابور. والخيّام هو لقب والده، حيث كان يعمل في صنع الخيام. وهو صاحب رباعيات الخيام المشهورة.كان من أكبر علماء الرياضيات في عصره، واشتهر بالجبر واشتغل في تحديد التقويم السنوي للسلطان ملكشاه، والذي صار التقويم الفارسي المتبع إلى يومنا هذا.
وهو أوّل من اخترع طريقة حساب المثلثات ومعادلات جبرية من الدرجة الثالثة بواسطة قطع الـمخروط. وهو أول من أستخدم الكلمة العربية (شي) التى رسمت في الكتب العلمية الإسبانية (Xay) ومالبتث أن استبدلت بالتدريج بالحرف الأول منها (x) الذي أصبح رمزاً عالمياً للعدد المجهول. و قد فسر البعض فلسفته و تصوّفه على أنه إلحاد وزندقة وأحرقت كتبه، ولم يصلنا منها سوى الرباعيات لأنّ القلوب أحبّتها وحفظتها من الضياع. غير أن الخيام كان عالماً عبقرياً وملماً ومبدعاً أكثر بكثير من كونه شاعراً . وضياع كتبه في الرياضيات والفلسفة حرم الإنسانية من الاستفادة من الإطلاع على ما وضعه في علوم الجبر والرياضيات. من جهة أخرى هناك اختلاف على كون الرباعيات تخص عمر الخيام فعلا، فكما هو واضح تدعوا الرباعيات بجملتها إلى اللهو واغتنام فرص الحياة الفانية. الا ان المتتبع لحياة الخيام يرى انه عالم جليل وذو اخلاق سامية، لذلك يعتبر بعض المؤرخون ان الرباعيات نسبت خطأ للخيام وقد اثبت ذلك المستشرق الروسي زوكوفسكي فرد 82 رباعية إلى اصحابها فلم يبقى الا القليل الذي لم يعرف له صاحب. تعتبر تهمة الإلحاد و الزندقة من المسائل الجدلية في التاريخ الإسلامي ففي حين أن هذه التهمة أثبتها فريق كبير من الناس على الخيام إلا أن هناك فريق كبير آخر يقر له بأنه مات على الإسلام. وأوّل ترجمة للرباعيات كانت للغة الإنجليزية، وظهرت سنة 1859، أما الترجمة العربية من الفارسية فقام بها الشاعر المصري أحمد رامي. وهناك ترجمة أخرى للشاعر العراقي أحمد الصافي النجفي .
فيتزجيرالد
قام كاتب إنكليزي من بريدفيلد، سوفولك عام 1859 بتعريف الغرب على مآثر رجل مسلم مميز من القرن الثاني عشر. اسم الكاتب هو إدوارد فيتزجيرالد، الذي نجحت ترجمته لرباعيات عمر الخيام في أن تتغلغل في الثقافة الأنجليزية بفعل جاذبيتها لدرجة أن عناصر منها أصبحت تعتبر اليوم من قبل البعض وكأنها إنجليزية أصيلة. كما أصبحت أبيات الرباعيات الفارسية هذه والتي كتبت في القرن الثاني عشر من أكثر القصائد الغنائية انتشاراً بترجمتها الإنجليزية بين الناطقين بالإنجليزية. وتحول الكثير من أبياتها إلى تعابير شائعة في اللغة الإنجليزية من مثل “ما تفتحت وردة إلا ذبلت” و”من يبع نقداً نجحت تجارته” و”يكفيني رغيف وماء وأنت”. ومن بين كل أبيات الرباعيات أشهرها هو:
افق خفيف الظل هذا السحر .. نادى دع النوم وناغ الوتر
فما أطال الظل هذا السحر ولا … قصر في الأعمار طول السهر
حين نشر فيتزجيرالد ترجمته للرباعيات أول مرة عام 1859، لم يحقق الكتيب المتواضع المظهر والمجهول عموماً رواجاً كبيراً بين العامة. وربما كان هذا مصدر خيبة أمل كبيرة لفيتز جيرالد لأن نيته كانت نقل الروح الأصيلة للرباعيات، رغم استخدامه لاستعاراته التي ابتدعها هو حيثما رأى ذلك مناسباً. لكن ربما كانت التعابير الشعرية لرباعيات الخيام غريبة على قراءها الجدد. وبعد ذلك بعام، في 1860، وقعت هذه الأشعار بيد أناس لهم وزنهم في الأوساط الأدبية مثل دانتي غابرييل روزيتي، ثم بعد ذلك بقليل ألجيرنون سوينبيرن. وهذا ما أطلق موجة من الاهتمام المتزايد بالشاعر والرياضي والفلكي عمر الخيام .
نماذج من رباعياته
سمعت صوتاً هاتفاً في السحر…….. نادى من الغيب غفاة البشر
هبوا املأوا كاس المنى قبل………… أن يملأ كاس العمر كف القدر
:
لا تشغل البال بماضي الزمان………. ولا بآتي العيش قبل الأوان
واغنم من الحاضر لذاته ……………فليس في طبع الليالي الأمان
:
غدٌ بظهر الغيب واليوم لي………. وكم يخيب الظن بالمقبل
ولست بالغافل حتى أرى… ………جمال دنياي ولا أجتلي
:
القلب قد أضناه عشق الجمال…….. والصدر قد ضاق بما لا يقال
يا رب هل يرضيك هذا الظمأ …….. والماء ينساب أمامي زلال
:
أولى بهذا القلب ان يخفقأ ………….. وفي ضرام الحب أن يحرقا
ما أضيع اليوم الذي مر بي ………… من غير أن أهوى وأن اعشقا
:
أفنيتُ عمري في اكتناه القضـاء
وكشف ما يحجبـه في الخـفاء
فلم أجـد أسـراره وانقضى
عمري وأحسست دبيب الفـناء
:
لبستُ ثوب العمر لـم أُسْتَشَـرْ
وحرت فيه بيـن شتّـى الفكـر
وسوف أنضو الثوب عني ولـم
أدركْ لمـاذا جئـتُ أيـن المقـر
:
لـم يبرح الداء فؤادي العليـل
ولـم أنل قصدي وحان الرحيـل
وفـات عمـري وأنا جاهـل
كتاب هذا العمر حسم الـفصول
:
يا عالم الأسرار علـم اليقين
يا كاشف الضرّ عن البائـسين
يا قابـل الأعذار فئنــا إلى
ظلّك فاقبـل توبـة التائبيـن
الاسماعيلية
احدى الفرق الاسلامية الشيعية. وتعد الاسماعيلية ثاني أكبر جمهور الشيعة بعد الاثني عشرية. ولعل معظم جمهور الاسماعيلية يتركز في شبه القارة الهندية، سوريا، السعودية، اليمن، وشرق القارة الافريقية. وفي الاونة الاخيرة، انتشرت الاسماعيلية في القارة الاوروبية وامريكا الشمالية نتيجة هجرات الاسماعيليين لتلك الاماكن.
وتشترك الاسماعيلية مع الاثناعشرية بمفهوم الائمة المنحدرين من نبي الاسلام محمد صلى الله عليه و سلم وابنته فاطمة رضي الله عنها ولكن انشق الاسماعيليون عن جمهور الشيعة الاثناعشرية عند الامام السادس (جعفر الصادق) ومن سيخلفه من ابنائه. فجنح الاسماعيليون مع ابن جعفر الصادق الاكبر “اسماعيل” بينما تبنى الاثناعشريون ابنه الاصغر “موسى الكاظم”.
وفي القرن العاشر الميلادي، هاجر امام الاسماعيلية “عبيدالله المهدي” ليستقر في تونس ويؤسس فيها الدولة الفاطمية
الاسماعيليون، الحشاشون، النزاريون، بنو الصباح: او مايعرف ايضا بإسم جماعة الدعوة الجديدة أو ماذاع صيتهم بالحشاشين Hashshashin كانوا طائفة إسماعيلة نزارية نشيطة من القرن الثامن إلى القرن الرابع عشر وهناك الكثير من الجدل حول هذه المجموعة فإستنادا إلى بعض المصادر فإن الرحالة الإيطالي ماركو بولو (1254 – 1324) هو أول من أطلق تسمية الحشاشين على هذه المجموعة عند زيارته لمعقلهم المشهور بقلعة ألموت Alamut التي تبعد 100 كلم عن طهران وذكر إن هذه الجماعة كانوا يقومون بعمليات إنتحارية وإغتيالات تحت تأثير تعاطيهم الحشيش بينما يرى البعض إن في هذه القصة تلفيقا وسوء ترجمة لإسم زعيم القلعة حسن بن صباح الملقب بشيخ الجبل ، بغض النظر عن هذه التناقضات التأريخية فإن هذه المجموعة قامت بعمليات إغتيال في غاية التنظيم و الدقة ضد الصليبيين و العباسيين والسلاجقة. إحدى الطوائف الشيعية التي تمكنت من تأسيس دويلات في إيران و الشام، بين أعوام 1090-1270 م.
تفرع مذهبهم من العقيدة النزارية الفاطمية. تمكن قائدهم حسن الصباح (ت 1124 م) من الاستيلاء على قلعة ألموت (جنوب غرب بحر قزوين، الخزر) والجبال المتاخمة لها. و منها بدأ في شن غاراته على شمال إيران و دولة السلاجقة بالخصوص. بعدما أن تملك أتباعه، و ابتداءا من سنة 1092 م بدأ حسن الصباح في شن حملات انتحارية. كان هدف هذه العمليات اغتيال القادة السنيين، و كل من كان يبدي معارضة لمذهب هذه الطائفة. تميز اتباع هذه الطائفة بالحذر الشديد والعزلة التامة، الشيء الذي أبقى على عقيدتهم إلى يومنا هذا.
منذ القرن الـ12 م بدأوا في شن حملات منظمة لاغتيال القادة المسلمين، كان ذلك يتم بالتنسيق مع الصليبيين أحيانا. عرف قائد هذه الطائفة في المنطقة باسم “شيخ الجبل”. يعزوا البعض الجرأة التي يتمتع بها النزاريون إلى تناولهم لمادة الحشيش، إلا أن هذا لم يكن حالهم دائماً. في عام 1256 م قام هولاكو بالقضاء على فرعهم في فارس و قلعة الموت. قام قائد المماليك الظاهر بيبرس بعدها سنة 1270 م بدحر آخر معاقلهم في الشام.
من اسمهم “حشاشون”، اشتق الصليبيون اللفظ المرادف لكلمة “اغتيال” ، وتستعمل الكلمة “Assassin” اليوم في كل اللغات الغربية تقريبا.
نظام الملك والسلاجقة
تسلم زعامة دولة السلاجقة الفتية بعد وفاة طغرل سنة 455هـ ابن أخيه ألب أرسلان بن داود، فوطّد الحكم السلجوقي، واتجه بفتوحاته إلى بلاد الروم، وأوقع بهم هزيمة كبرى في معركة ملاذ كرد ،سنة 463هـ (1060م)، ودخل الإسلام بلاد الأناضول.
وكان السلطان ألب أرسلان قد اتخذ سنة 456هـ، أي بعد عام من تقلده زعامة دولة السلاجقة،من علي حسن بن علي بن إسحاق الطوسي المعروف بنظام الملك وزيراً له، بعد أن كان قد عمل مع داود بن ميكال، والد ألب أرسلان عندما كان يحكم خراسان، وقد علم ذكاءه وفطنته، وقدرته على تصريف الأمور، فما كان من داود إلاّ أن ألحق نظام الملك بحاشية ابنه طالباً منه أن يستفيد من قدرات نظام الملك، ويعرف له حقّه قائلاً له: “اتخذه والداً، ولا تخالفه فيما يشير به”.
وتوفي ألب أرسلان سنة 465هـ (1072م)، ودّب الصراع فيمن يخلفه، إلى أن وضع نظام الملك نفوذه وقوته إلى جوار ملكشاه أكبر أبناء ألب أرسلان، ليصبح ثالث سلاطين السلاجقة.
كان السلطان الجديد في العشرين من عمره،والوزير نظام الملك في الخامسة والخمسين، عالماً ناضجاً، ووزيراً محنّكاً صهرته التجارب والأيام. وأسند ملكشاه الوزارة لنظام الملك حتى تستقر الأوضاع في الدولة التي كان يضعفها صراع الأمراء على السلطة، وقد ألقى إليه بمقاليد الأمور، ووضع فيه ثقته.
وأدت هذه العلاقة الوثيقة بين السلطان السلجوقي ملكشاه ووزيره الفذ نظام الملك إلى ازدهار الدولة وبلوغها ذروة المجد، فاتسعت حدودها، حتى شمل سلطانها بلاد الشام، وأجزاء من بلاد الروم، ومدت نفوذها إلى كرمان وآسيا الصغرى وأصبحت دولة مترامية الأطراف تمتد من الصين والهند شرقاً، إلى البحر الأبيض المتوسط غرباً.. بل صارت أكبر قوة في العالم آنذاك.
لم يكن نظام الملك وزيراً لامعاً ، ـ أو رئيس وزراء كما يعرف هذه الأيام ـ وحسب بل كان راعياً للعلم والأدب، ويحفل مجلسه بالعلماء والفقهاء والأدباء، بل كان هو أحد هؤلاء العلماء والفقهاء، وكان حريصاً على نشر العلم ومذهب أهل السنة الذي حاربه وحاول طمسه البويهيون والعبيديون الشيعة، فأسس نظام الملك المدارس لتلك الغاية، وعرفت بـ “المدارس النظامية”.
لم يكن الوزير نظام الملك شخصاً عابراً في مسيرة دولة السلاجقة، ذلك أنه رسخ أركان الدولة، وكان من عوامل الاستقرار فيها، وكانت له الجهود الكبيرة في نشر مذهب أهل السنة، ومحاربة المذاهب المنحرفة والأفكار الباطلة، لذلك فإن رجلاً فذّا مثل نظام الملك لا بد أن تتوجه إليه سهام الغدر والمؤامرات.
وهذا ما كان على يد الشيعة الإسماعيليين من فرقة الحشاشين الذين ساءتهم سيرة نظام الملك، ومحاربته لمذهبهم المنحرف، وتسييره الجند لاقتحام القلاع التي استولوا عليها، فأخذ ابن الصباح يعدّ بعض أتباعه لقتل نظام الملك، ونجحت مؤامرتهم في العاشر من رمضان سنة 485هـ (1092م)، حيث كان نظام الملك في أصبهان، وبينما هو في ركب السلطان، تقدم إليه غلام من الحشاشين في صورة سائل أو مستعطٍ، فلما اقترب هذا الغلام من الوزير أخرج سكيناً كان يخفيها، وطعنه طعنات قاتلة، فقتل رحمه الله على الفور، وكان حينها في السابعة والسبعين من عمره. وأدرك أصحاب نظام الملك ذلك الصبي فقتلوه.
لقد كانت تلك الجريمة، هي أول اغتيال “سياسي” يمارسه الحشاشون ضد أهل السنة من المسلمين، لتتوالى جرائمهم بعد ذلك، وقد جاوزت المائة، من بينها محاولة اغتيال صلاح الدين الأيوبي رحمه الله بعد قتلهم نظام الملك بحوالي 90 عاماً.
حققت جريمة اغتيال نظام الملك للحشاشين والفرق الباطنية مكاسب كبيرة، فهي أولاً خففت الوطأة عن الحشاشين، وجعلت عساكر السلطان ملكشاه والوزير نظام الملك تنصرف عن القلاع التي كانوا يستولون عليها، والأهم من ذلك أن هذه الجريمة شكلت بداية النهاية لدولة السلاجقة التي بدأت بالانهيار مع مقتل نظام الملك، خاصة وأن السلطان ملكشاه توفي بعد شهر من مقتل وزيره (أي في شوال سنة 485هـ)، ولم يستطع خلفاؤه الحفاظ على ما بناه وحققه ملكشاه ونظام الملك، وقبلهما طغرل وألب أرسلان، لتبدأ دولة السلاجقة بالانهيار.